تكلم الناس في الاونة الاخيرة كثيرا عن المسلسل المشهور "نور"، وان كنت افضل ان اسميه مسلسل "مهند" لكثرة ما تردد اسمه على السنة الناس وخاصة الفتيات،
فلكم سمعتهن يتكلمن بانبهار واعجاب غريبين عنه، تشعر ساعتها كأنهن يتكلمن عن ملاك لم ير له مثيل،
وبينما كنت استمع لانشودة فيها مدح لجمال وصفات النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم تساءلت
:لماذا لا اسمع هذا المديح عن جمال النبي صلى الله عليه وسلم من افواه بنات الاسلام ومن ينتمين لامة محمد صلى الله عليه وسلم ،
واسمعه فقط في درس ديني او من خلال انشودة عابرة،
وبالمقابل صممت من كثرة ما سمعت عن مهند؟
،ولماذا لا ارى في عيونهن حبا وعشقا وشوقا لنبيهن الذي انا منأكدة انهن يحببنه، بالمقابل ارى انبهارا بتلك الشخصية "التمثيلية" في اعينهن لا يمكن ان اصفه؟،
حسنا مع كل هذا الاستغراب حاولت ان اجد مبررا بأننا لم نره ولم نتعايش معه،
لكني والله رأيت من وصفه الذي تناقل الينا اننا حتى دون ان نراه، ستخفق قلوب حتى الرجال لروعة الوصف وحلاوته ،
ولا اقول الشكل فقط، لأن كلنا نعرف ان جمال الروح اكمل من جمال الجسد وحده،
وهذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فمع جماله المكتمل كان له جمال روح لم يكن لاحد ولن يكون، واليكم بعضا من هذه الصفات:
قيل لعلِى : انعت لنا رسول الله . فقال : "كان أبيض مُشْرَّبا بياضه بُحمرة، وكانأسود الحدقة أهدب الأشفار " (رواه البيهقى)
أى أن حدقة عينه - صلى الله عليهوسلم - كانت شديدة السواد،
وكان ينبت على حروف أجفانه أهداب (رموش) طويلة وكثيرة.
عن البراء بن عازب، قال : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً َمْرُبوعًا،بعيد ما بين المنكبين .." (رواه البخاري ومسلم)
أى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان معتدل الجسم، صدره مساوٍ لبطنه، وبطنه مساوٍ لصدره لا بروز فيهما،
وكان - صلى الله عليه وسلم - عريض الصدر،
بعيد ما بين المنكبين (أى الكتفين) ،
ولكن فى توسط واعتدال.
عن أنس، قال : "كان رسول الله أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشىَ تكفَّأ ، ومامسست حريرًا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله، ولا شممت مسكًا ولا عنبرًا أطيب من رائحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (رواه مسلم)
أى أن عرقه - صلى الله عليه وسلم - عندما يخرج من جلده كأنه حبات اللؤلؤ فى الصفاء والبياض،
وكانت رائحته - صلى الله عليه وسلم - أطيب من رائحة المسك والعنبر - صلى الله عليه وسلم.
وعن جابر بن سَمُرة قال : "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى ليلة إضْحِيان (أى مُضيئة)،
وعليه حلة حمراء فجعلت أنظر إليه وإلى القمر فلَهو كان أحسن فى عينىمن القمر" (رواه الترمذى والدارمى)
واذكر مرة قصة قرأتها ان السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تخيط ثوب واذ بالابرة تقع من يدها فنزلت تبحث عنها ولم تجدها وما دلها عليها الا لمعانها عند دخول النبي صلى الله عليه وسلم الغرفة.
في الوقت الذي ارى فيه صور البطل مهند تملأ كل مكان تتراءى لي تلك الصور اللعينة البشعة التي نشرتها الصحف الدنماركية والمسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام،
واتساءل الم يكن سبب تجرئهم علينا هو تخاذلنا في تكبير صورة نبينا العظيم في حياتنا؟،
الم نقصر في تعلم سيرته وصفاته وشغلنا انفسنا بالفنانين و الفنانات؟،
الا نضيع وقتنا في سماع اخبار الفنانين واموالنا في شراء صورهم ومجلاتهم، ونتكاسل عن فنح كتاب يتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة،
وبالمقابل هم يدفعون الاموال لنشر كتب وصور ومواقع على الانترنت تسئ للرسول صلى الله عليه وسلم ؟،
بل واسألي اختي نفسك هل فكرت ان تتكلمي عن نبيك صلى الله عليه وسلم وقلبك يملؤه الحب والشوق اليه، والاعتزاز الحقيقي انك من امته وعلى طريقه امام من تعرفينهم ؟،
ام اكتفيت بمدح مهند ورومانسية مهند ؟،
واي رومانسية كاذبة هذه ،
الم تسمعي عن نبيك الحبيب عندما بكى على زوجته خديجة رضي الله عنها بعد مرور سنوات طويلة على وفاتها ويكرم صديقتها حتى بعد وفاتها لعظم حبه لها؟،
ووالله لا نبالغ لو ن قول ان قصة حبه لها هي اعظم قصة حب في التاريخ،
والم تسمعي انه مات في حضن احب التاس اليه وهي السيدة عائشة رضي الله عنها، وهذا لم اعرض هنا مواقفه التي تعبر عن حنانه وعطفه وجمال خلقه،
والتي جعلت حتى اعداءه يمدحونه، ولو وضعت كل هذا الكلام جانبا وسألتك الا يستحق من ضحى كل ما ضحى لتكوني مسلمة وخاف عليك من النار وبكى الليالي الطوال على ذلك، الايستحق منا وقفة حقيقية لاجله؟، وقفة سنسأل عنها يوم القيامة ،
وسأسألك بالله عليك الا تطوقين لتكوني معه خالدة في الجنة ، وان تري وجهه الجميل على الحوض وهو يشربك من يده الكريمة ويبتسم لك سعادة منه بأنك كنت على طريقه واحببتيه من كل قلبك واطعت اوامره وابتعدت عن كل نظرة حرام يمكن ان تحرمك صحبته.
--------------------------------------------------------------------------------
الله لايلهينا الا بطاعته وحسن عبادته....
منقول بتصرف..
الرئيسية 
